Banner0
26 حزيران 2014

إلغاء امتحان التوجيهي.. مطلب وطني وقومي

منذ أكثر من عشرين عاما طالبت بإلحاح إلغاء امتحان التوجيهي مبينا ً الاسباب الكامنه وراء هذا المطلب في ندوة خاصة للتلفزيون الاردني ليس على المستوى الوطني وإنما شمل ذلك سوريا ومصر ،لأنني عايشت في كل من القطرين الشقيقين حجم المعاناة التي يتسبب فيها هذا الامتحان على المستوى النفسي للطالب وعائلته والمستوى الاقتصادي لما يتسبب فيه من هدر مالي للأسرة والدولة بدون أي عائد ، وحرصا مني على ان يؤخذ هذا الاقتراح بجديه كافية توجهت في حينه الى المرحوم الملك حسين والمرحوم حافظ الاسد والرئيس السابق محمد حسني مبارك لاتخاذ هذا القرار الصعب الذي لا يمكن اتخاذه على مستوى الوزراء، لأنه مضى على سريان هذا الامتحان مدة زمنية طويلة تجعله قريبا من المسلمات التي ينظر اليها باستسلام شبه كامل يكاد يمنع مجرد التفكير في الخلاص منه . وأتبعت الندوة التلفزيونية بالكتابة في الصحف المحلية. ولاقى هذا الاقتراح استحسانا من البعض واعتراضا من البعض الآخر. ومن الوزراء السابقين المقتنعين بأهمية الغاءه الدكتور فوزي غرايبة من وزراء التربية والتعليم السابقين ، ولكن قصر مدة الوزارة حال دون تنفيذ ذلك.ومنذ بضعة ايام قرأت في احدى الصحف المحلية تصريحا لرئيس الوزراء السابق دوله السيد/سمير الرفاعي يطالب بإلغاء امتحان التوجيهي. ولاباس هنا من التطرق لأهم الاسباب الموجبة لإلغاء الامتحان ويمكن تلخصيها على النحو التالي:اولا – التطور التكنولوجي المتسارع الذي تتابعه الاجيال الشابه والصغيرة بكل حب وإلحاح. وهذا على عكس الاجيال المتقدمة في العمر التي يصعب عليها مجاراة هذا التطور السريع وبالتالي عدم تقبله من كثيرا منهم. وهكذا اصبح الحصول على المعلومات في جميع الميادين امر متيسر وسهل للأجيال الشابة وما دون الشابة. ونتيجة لذلك اصبح التعليم في المدارس يعتمد على تكنولوجيا المعلومات بسرعة مطردة وأصبح (الأمي) هو من لا يحسن التعامل مع هذه التكنولوجيا البالغة السرعة والتطور مما ينمي روح الابتكار والإبداع والمنافسة الخلاقة بين جيل الشباب.ثانيا- ان معيار النجاح في التوجيهي هو حصول الطالب على اعلى العلامات والتي تعتمد بدورها اساسا على لمعلومات التي يحفظها من الكتاب المقرر والتي تتبخر مع مرور الوقت. وليسأل المرء نفسه عن مقدار تذكره لأفضل الامتحانات التي مرت عليه في حياته الدراسية لوجد انها صفرا او قريبا من الصفر. وهكذا عندما يرسب الطالب في مادة من المواد يبقى يعيدها مرة تلو الاخرى حتى ينجح فيها. فما الفائدة من الاعادة في هذه الحالة ؟ وما اكثرها. فأهمية دراسة الطالب تتجلى بقدر ما تساعده على سعة افقه ومقدرته على التفكير واكتشاف ما لديه من مواهب تمكنه من التميز في مجال من المجالات.ثالثا – عند الدراسة الجامعية يختار الطالب التخصص تبعا لمعدل علاماته في التوجيهي بغض النظر عن رغبته وميوله واستعداده الفكري وكثيرا من الحالات لا تتحقق رغبة الطالب في التخصص الذي يطلبه. والبديل عن ذلك هو ان تصمم كل جامعة امتحان مستوى لكل تخصص لديها ويتم اختيار طلبه الكليات على هذا الاساس.رابعا- المعاناة النفسية للطالب جراء امتحان التوجيهي الذي يتسبب بفقدان الثقة بالنفس عند الكثيرين والأعباء المادية التي تترتب على اسرته نتيجة الدروس الخصوصية التي اصبح ضررها يتجاوز منفعتها بكثير لما تحدثه لدى الطالب من تعارض واضطراب مع دراسته في المدرسة. خامسا- تحويل الجهد المادي والبشري لوزارة التربية والتعليم من الاهتمام وضبط الامن لامتحان التوجيهي الى الاهتمام بالمدارس في المملكة للمحافظة على مستوى محترم ولائق يتناسب مع العصر الذي نعيشه والحياة التي نطمح اليها.*مؤسس جامعة عمان الأهليةد.أحمد مفلح الحوراني

روابط مشتركة:

جامعــة عمــان الأهـليــة

البريد الالكتروني: Public@ammanu.edu.jo

 

© جميع الحقوق محفوظة جامعة عمان الأهلية. عمان, الاردن 19111.