Banner0
23 آب 2010

ألا تكفي درجة النجاح في التوجيهي لدخول الجامعة الخاصة ؟؟!!

هنالك عدد من الدول ، من ضمنها الأردن ، لا تزال متمسكة بقوة في امتحان الثانوية العامة ، وتعتبر النجاح فيه تمكيناً للطالب من الدخول إلى بوابة الحياة الواسعة. وتعد الجامعة عند معظم الناس ، خاصة في الأردن ، المرحلة الأولى للولوج إلى عالم المستقبل وما يحمله من آمال وتحديات. وقد عشت واكتويت بنار امتحان الثانوية العامة (المترك في زمني) والتوجيهي في زمن الأولاد والأحفاد. وبدأت أسأل نفسي وأسأل غيري ممن أظن فيهم الحكمة والبصيرة عن أهمية هذا الامتحان الحقيقية في فرز القدرات وبيان المهارات التي يمتاز بها كل طالب ، خاصة وأن معظم الدول المتقدمة وحتى النامية مثلنا والأقل نمواً قد تخلت عن هذا الامتحان لقسوته وتعقيده ، واستعاضت عنه بمعدل امتحان الثانوية العامة في آخر سنتين من دراسة الطالب المدرسية. وقد وجدت ذلك أجدى وأنفع ، والسبب في ذلك واضح تماماً للعيان ، فالطالب الذي يتقدم لامتحان التوجيهي ويحصل على أعلى الدرجات فيه لا يمكن أن يحصل على نتائج مرتفعة لو تقدم للامتحان بعد شهر من انقطاعه عن المراجعة والمذاكرة ، وهكذا يتضح أن هذا الامتحان يقيس مقدرة الطالب على الحفظ وخزن المعلومات فحسب ، في حين أن هدف العملية التعليمية هو إكساب الطالب مهارات التفكير الناقد والتحليل والمقارنة والاستنباط.[NEW_LINE][NEW_LINE] وأنتهز هذه المناسبة لأتوجه إلى معالي الدكتور خالد الكركي ، والمعروف عنه سعة علمه واطلاعه على الكثير من الثقافات والتجارب الإنسانية ، لإعادة النظر بامتحان الدراسة الثانوية واستبداله بما يتناسب وروح العصر الذي نعيش فيه ، مما يؤدي إلى إراحة الآباء والأمهات والأبناء من هذا الهم المؤرق الذي تعيشه الأسر الأردنية كل عام.[NEW_LINE][NEW_LINE] والآن أعود إلى السؤال الرئيسي وهو : ألا تكفي درجة النجاح في امتحان الدراسة الثانوية لدخول الجامعة الخاصة ؟[NEW_LINE][NEW_LINE] أعتقد جازماً أنها تكفي ، والدليل العملي هو أنني عندما أنهيت دراستي الثانوية (المترك) كان يدون على الشهادة في تلك الأيام العبارة التالية :[NEW_LINE][NEW_LINE] (تؤهله علاماته للدراسة الجامعية) . لم يكن في الأردن تلك الأيام جامعة ، وكنا ننتشر نحن معشر الطلبة في الجامعات العربية والعالمية ، يدرس كل طالب ما يرغب دراسته وينسجم مع قدراته ومهاراته الفردية. وقد كانت تأتي النتائج إيجابية تعكس أهمية الدراسة حسب الرغبة والاختيار ، بعيدة عن الإكراه والإجبار. وعندما بدأت الأعداد الراغبة بالدراسة بالزيادة ، وضاقت الجامعات عن تلبية رغبات هذه الأعداد الكبيرة بدأت الجامعات باللجوء إلى إكراه الطلبة على دراسة التخصصات التي لا يرغبون فيها ، مبررة ذلك بعدم توفر المقاعد أو أعضاء هيئة التدريس وغير ذلك من الأمور. وتعتبر الجامعة الأردنية خير مثال على ذلك. فعند تأسيسها ، لم يكن هنالك شروط للدخول إليها سوى شرط النجاح في امتحان الثانوية العامة. ولكن مع مرور السنوات ، قامت برفع معدلات القبول فيها ، وتبعتها في ذلك الجامعات المحلية والعالمية التي اخذت بموازنة العرض مع الطلب وأصبح الموضوع مسألة عرض وطلب ، لا علاقة له أبداً بالعلامة التي يحصل عليها الطالب. وبافتراض أن العلامة المطلوبة لدراسة الطب مثلاً في سنة ما كانت (90) ، فيمكن والحال هكذا أن لا تقبل هذه الدرجة في سنة تالية بسبب زيادة العدد عن مقدرة الكلية على الاستيعاب. ونظراً لهذه المعضلة الواضحة ، فقد تم التفكير في إنشاء الجامعات الخاصة لإتاحة الفرصة أمام الراغبين بالدراسة توفيراً للمال الذي كان ينفق في الخارج ، ولتمكين الطالب أيضاً من الدراسة في وطنه وبين أهله مما يحميه من الانحراف والضياع. وقد أنشئت في الأردن أول جامعة خاصة على أساس استثماري في الأردن وهي جامعة عمان الأهلية . وفي بداية عهد هذه الجامعة ، التي كان لي شرف تأسيسها ، كانت بعض كلياتها تغص بالطلبة السوريين والمصريين وغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى. وكنت أقول سبحان الله وصدق الله العظيم الذي يقول (وتلك الأيام نداولها بين الناس) ، فبالأمس كنا نحن الأردنيين لا نعرف الدراسة الجامعية إلا في مصر أو سوريا ، وها هم الآن الطلاب السوريين والمصريين يقصدون جامعاتنا للدراسة. وأصبح الأردن رائداً في مجال التعليم الجامعي الخاص ، مما دفع الدول العربية الشقيقة إلى تقليد الأردن في هذا المجال والقيام بإنشاء جامعات خاصة فيها تدرس فيها شتى التخصصات والبرامج.والآن تتعرض التجربة الأردنية الرائدة للخلل ، وذلك بسبب مزاجية بعض أصحاب القرار الذين قاموا بوضع العصي بالدواليب وتكبيل الجامعات الخاصة الأردنية بكل أشكال القيود التي سوف تؤدي بالتأكيد إلى الأضرار الكبيرة بهذه الجامعات وبالأهداف التي تأسست من أجلها. إننا جميعاً مع وضع المعايير والأسس التي تضمن نوعية التعليم وجودته ، ونرحب بما تقوم به هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الأردنية. ولكننا في الوقت عينه نستغرب سياسة رفع معدلات القبول في الجامعات الأردنية الخاصة التي سوف تؤدي إلى هجرة الطلبة الأردنيين إلى الجامعات الخاصة العربية سعياً للحصول على مقعد في هذه الجامعة العربية أو تلك. ويصبح الأردن الذي كان رائداً في مجال التعليم الخاص ويقصده آلاف الطلبة العرب طارداً لطلابه الذين أصبحوا يبحثون عن مقاعد لهم خارج الأردن !! وهكذا يؤدي قرار رفع معدل القبول في الجامعات الخاصة ، عن قصد أو غير قصد ، إلى تدمير مؤسسات وطنية رائدة في مجالها وإهدار أموال أردنية نحن في أمس الحاجة إليها وحرمان الطالب من العيش بين أهله وأحبائه.أعرف أن الصورة واضحة لكل ذي عقل ورؤيا ، ولكنني رأيت من واجبي شرحها وإيضاحها كما هي في الواقع. فهذا واجب وطني وديني وأخلاقي.[NEW_LINE][NEW_LINE] ولنعلم جميعاً أن الرجوع إلى الحق والمنطق ومصلحة المجتمع خير من الإصرار على رأي أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه غير عملي وبأنه ضار بالبلاد والعباد. والله أسأل أن يلهم الجميع إلى جادة الصواب ولما فيه خير هذا الوطن العزيز.[NEW_LINE][NEW_LINE][NEW_LINE] د. احمد الحوراني[NEW_LINE] مؤسس جامعة عمان الأهلية

روابط مشتركة:

جامعــة عمــان الأهـليــة

البريد الالكتروني: Public@ammanu.edu.jo

 

© جميع الحقوق محفوظة جامعة عمان الأهلية. عمان, الاردن 19111.